مشلكة العزوف عن الزورج

العزوف عن الزواج مشكلة خطيرة تطل برأسها القبيح</A>

</TD></TR>
<tr style="mso-yfti-irow: 1; mso-yfti-lastrow: yes"><td style="PADDING-RIGHT: 5.4pt; PADDING-LEFT: 5.4pt; BORDER-LEFT-COLOR: #ece9d8; BORDER-BOTTOM-COLOR: #ece9d8; PADDING-BOTTOM: 0in; WIDTH: 160.8pt; BORDER-TOP-COLOR: #ece9d8; PADDING-TOP: 0in; BACKGROUND-COLOR: transparent; BORDER-RIGHT-COLOR: #ece9d8" vAlign=top width=214>

أسباب كثيرة لعدم إقبال الشباب على الزواج!!

</TD></TR></TABLE>

الأسرة هي اللبنة الأولى في كيان المجتمع، وهي أساسه الركين، وبصلاحها يصلح المجتمع، وبفسادها يفسد، وتولد الأسرة يوم عقد الزواج، ومن أهم حِكَم الزواج إرواء الغريزة، وإنجاب النسل، وحفظ الأعراض.

يقول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء} (1) سورة النساء. فالزواج سُنة عظيمة من سنن الخالق البارئ في هذا الكون الفسيح تهم جميع الكائنات الحية. وهو نعمة ربانية لا يعرف مقدارها إلا المتزوجون؛ لأنه يحفظ الغريزة الجنسية من الانطلاق بدون قيد، ويضبط الاتصال بين الرجل والمرأة على أساس ميثاق تحفه شروط معينة ويربو إلى أهداف نبيلة لا يمكن أن تتحقق إلا عن طريق الزواج فقط. وهكذا فالعزوف عن الزواج بالنسبة للرجل، الأمر الذي يفضي حتما إلى العنوسة لدى المرأة يمكن اعتباره حياداً عن السبيل السوي والفطرة الإنسانية الطبيعية. وهذه العنوسة أصبحت ظاهرة خطيرة ولا يمكن وصف الإعراض عن الزواج إلا بالإعراض عن سنة إلهية عظيمة. ولا يهرب من الزواج سوى عاجز أو فاجر، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبي الزوائد: "إنما يمنعك من الزواج عجز أو فجور".

نتائج وخيمة سببها العزوف

</TD></TR></TABLE>

العزوف عن الزواج أو تأخيره يؤدي إلى زيادة فارق السن بين الأزواج، مما يؤدي إلى البون الشاسع بينهم في التفكير والنظرة إلى الحياة وعدم الانسجام والاستقرار الأسري، وهو أحد أسباب حدوث الجرائم الأخلاقية، حيث إنه يزيد من أعداد العزاب والعوانس في المجتمع، وهذا الوضع يقود إلى إخطار ويسبب فساداً اجتماعيّاً كبيراً ينتج فوضى خلقية مدمرة، ذلك لأن الزواج تصريفٌ للغريزة في حدود ما شرع الله، والعزوف عنة سببا في اندثار نواة الأسرة التي هي الخلية الأساسية في بناء كل مجتمع سليم، فالرجل يفتقد إلى عاطفة الأبوة، والمرأة تصبح محرومة من عاطفة الأمومة التي لا تعادلها كنوز الدنيا بأسرها، وهكذا يتعرض المجتمع ككل إلى خطر الضياع والانحلال التدريجي. كما أن العزوف عن الزواج لا غرو أنه يؤدي إلى لجوء الشاب إلى المعاصي والآثام، إذ ذاك تنتشر الفواحش ويعم الفساد أوساط الشباب فيهلك المجتمع عن آخره. إن الزواج هو المجال الحلال الوحيد الذي فيه يتم تفريغ الطاقة الجنسية، وخارج هذا الإطار، وإن استطاع الشاب حماية نفسه فحتما لن يسلم من أضرار نفسية، كالكبت والحرمان العاطفي، حيث إن من طبيعة الإنسان أن يقترن بالجنس الآخر، والكبت يؤدي إلى نتائج وخيمة على الصعيد النفسي فتظهر الأمراض النفسية والاكتئاب الذي يخل بتوازن الإنسان ويجعله غير سوي. فتجده مشغول البال فاقد القدرة على الإنتاج والإبداع.

وانتشار العزوف عن الزواج يضعف الأمة ويهددها، ويمكِّن لأعدائها؛ ذلك لأنه يقطع النسل، ولما كان هذا أمراً لا يمكن أن يكون عاماً قلنا إنه يضعف الأمة.. أما لو تحقق فإنه يبيد الأمة ويقضي عليها.

هل هو عزوف أم عجز عن الزواج؟

</TD></TR></TABLE>

ونحن نتحدث عن العزوف، وقبل أن نتهم شبابنا بذلك، يجب أن ننظر بواقعية هل القضية قضية عزوف أم ليست كذلك، بقدر ما هي قضية عجز عن الزواج في ظل الترويج لثقافة استهلاكية جعلت من العروس سلعة للتباهي بها، ومن إقامة الأسرة مشروعا اقتصاديا.

في ظل هذه الثقافة ارتفعت معدلات المهور إلى أرقام فلكية وبعيدة كل البعد عن الواقع، وتزايدت الشروط حول مواصفات السكن والأثاث؛ لأن هذا كله محل تفاخر ومباهاة اجتماعية، ولهذا فقد صار على زوج المستقبل أن يعمل حتى يتجاوز سن الثلاثين ليستطيع توفير السكن، ليتسنى له القدرة على الزواج وربما يتورط في ديون يقضي بقية حياته في محاولة الخلاص منها.

فكيف السبيل للزواج ودفع تكاليفه بما فيها المهر؟ فهذه عوائق اقتصادية قد تعرقل الزواج. كما أن لاهتمام الشباب بتكوين أسر مستقرة عند زواجهم أثرا كبيرا في تأخير الزواج أو العزوف عنه نهائيا لحين إيجاد الظروف المواتية.

فمع ارتفاع هذه المطالب ارتفع سن زواج الرجل وارتفع بالتالي سن الزواج للفتاة حتى أصبح طبيعيا اليوم أن تتزوج الفتيات فوق سن الثلاثين، في حين كانت العنوسة تبدأ من عمر الخامسة والعشرين وربما قبل ذلك.

أسباب أخرى

إضافة إلى غلاء المهور هناك أسباب أخرى يمكن تقسيمها إلى أسباب ثقافية تربوية وأسباب اجتماعية، أما الأسباب الثقافية والتربوية فتكمن في بعض الرغبات الشخصية الذاتية، مثل رغبة الفتاة المسلمة في استكمال دراستها، والزواج عندها عائق في سبيل إتمام دراستها، فكثيرات هن الفتيات الشابات اللواتي انغمسن في أجواء التعليم والتحصيل بغية الحصول على درجة الدكتوراه أو أي درجة علمية رفيعة، فتمر السنون والسنون ولا تشعر الفتاة إلا وقطار الزواج قد سبقها وعوارض العنوسة بدأت تغزو حياتها، فتندم على جميع عروض الزواج التي رفضتها بداعي الدراسة.

وأسباب اجتماعية كالبطالة، فالشاب عندما يكون عاطلا عن العمل كيف يكون قادرا على تأسيس عش هانئ مع زوجته؟

فكيف نطلب من شاب أنهى الدراسة في سن متأخرة، ودخوله معترك العمل يتطلب سنين أخرى لقلة الفرص الوظيفية وانتشار البطالة التي لم ترحم حتى صاحب المؤهل الجامعي الذي أصبح بلا عمل، فهذا الشخص إذا ما تزوج سيكون قد ولج مغامرة قد تعصف بحياته الزوجية. فالزواج يشترط أولا القدرة على النفقة، لأن تكاليف الزواج وأعباء الحياة ليست باليسيرة أبدا وهذا ما يتطلب وجود دخل ثابت يوفر له أجرا ثابتا كل شهر ليفي بمتطلبات الحياة.

ولاشك بأن مسألة الزواج المبكر تعد حلاً ناجحاً لكل المشاكل والأزمات، لكن عدم التزام المجتمع به يعود إلى نقص شديد في الوعي تجاه أهميته، وعندما نتحدث عن الزواج المبكر فإننا نتحدث عن معالجة متكاملة للمشاكل والأزمات والضغوطات التي يعاني منها كل من الشباب والشابات، فلا بد من بذل الجهد في توعيتهم بخطورة هذا العزوف ومساعدتهم عن طريق دعم الجمعيات المختصة بمساعدة الشباب على الزواج والعودة بالزواج إلى بساطته ويسره، فليس يتطلب الأمر كل هذه التعقيدات التي صنعها الناس..

ولقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم بالزواج ترغيباً جعله يعده من سنته، كما جاء في الحديث الصحيح؛ فلقد رضي الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون المهر خاتماً من حديد - لو وجده الزوج - ثم زوجه المرأة بما معه من القرآن. وقال صلى الله عليه وسلم "أعظم النساء أبركهن أيسرهن مؤونة".

فغلاء المهور عائق في وجه الشاب، ويكاد يكون هناك توافق بين الشاب والفتاة على نبذ هذه العادة، فالكل يبحث عن الاستقرار، فلمصلحة من هذا الغلاء؟!

مشكور لما نقلتو

شكرا على مرورك